222

حيدر انذار

التظاهرات التي انطلقت في 31/تموز  وما تلتها في الجمع السابقة ما هي الا الخطوة الأولى في الثورة الجماهيرية ضد الفساد الذي نخر جسد الدولة العراقية ومؤسساتها وأيضا تفويض  الشعب الذي هو مصدر السلطات لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأجراء الإصلاحات الحقيقية والخطوات الفعلية لحل هذه المشكلة ولا أتصور بانه قادر على حل جميعها الا انه يستطيع ان يقلل منها في الوقت الراهن على الاقل كونه أيضا ينتمي الى اكبر حزب قد اتهم بالفساد وهو الوحيد الذي قاد العراق لأكثر من عشرة أعوام من الثلاثة عشر عام الماضية وكون رئيس الوزراء السابق (نوري المالكي) ينتمي لنفس الحزب وهو المتهم الأول بالفساد في العراق والذي قاد العراق لولايتين متتاليتين شابها الكثير من ملفات الفساد والشبهات، كعقود السلاح وملف البطاقة التموينية والفرق الفضائية في الجيش العراقي وسيطرة شخصيات على الاقتصاد العراقي والتحكم به …

ويتداول ناشطون ومحللون سياسيون في هذه الأيام بان نقل الصلاحيات الكاملة او شبه الكاملة من المركز الى المحافظات سيقلل من الفساد المالي والإداري المنتشر في وزارات الحكومة العراقية؟

وحسب راي الشخصي ليس له دخل بالحد من الفساد في الوزارات والمؤسسات الحكومية كون الفساد له رموزه وقادته على مستوى عالي جدا في الدولة العراقية العميقة ، فحسب المنظمات الدولية المعنية بالفساد ففي اخر تقرير لها نشرته بخصوص هذا الشأن ان العراق ثالث افسد دولة بالعام منذ عام 2003 الى الان وهو متصدر الدول بالفساد ونحن نعلم ان من يقود العراق في حكومة المركز والمحافظات هي نفسها الجهات والاحزاب التي تمارس هذا الفساد سواء في مجالس المحافظات او الوزارات، وايضا الحكومات المحلية التشريعية والتنفيذية منها ليست لها القدرة على ادارة هذا الملف الكبير وليست لها الإمكانيات اللوجستية والفنية في توليه، وسبق لها ان فشلت بإدارة جزئية صغيرة منه في العام الماضي في مسالة نقل الصلاحيات بخصوص ادارة ملف البطاقة التموينية  فكيف ستتمكن من ملفات عديدة وشائكة وكوادرها لا تمتلك الخبرات الكافية لإدارة ملف واحد ؟ وان الاحزاب التي تتصارع على بار نفط في البصر وتسرق وتصدر النفط وهي تتقاسم ثروات العراق فيما بينها واغلب الأحزاب الإسلامية التي تسرق (باسم الدين) وتشرع سرقتها وتبرر بذلك النهب والفساد الموجود، فلا صلاحيات ولا غيرها ستقلل من الفساد في العراق الا برحيل جميع هذه الأحزاب المستاكلة ورموز الفساد في هرم السلطة العراقية التي حكمت العراق منذ عام 2003 والى الان والتي تنهش بثروات الشعب كالوحوش الكاسرة.

اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر…