أكد نيوز-حيدر انذار

يبدو ان فنون الحرب واساليبها قد تغيرت في زمن تستخدم فيه أحدث الأسلحة المتطورة لجيوش العالم فهنا لا طائرات ولا دبابات او مدافع تدك حصون العدو وليس للإنسان سبيل بردعها فقد عزم العدو امره بتهديد عالم البشر بسلاح لا رادع لهم به فلا (كش او نش) تنفع معه، مختصون بهذه الحرب اشاروا ان الوقاية ومعالجة انتشاره غير كافية بل تكاد تكون معدومة والحرب مستمرة للعام القادم لا محال، واكد معنيون لابد من التعاقد مع شركات مختصة للقضاء على هذه الظاهرة.

نش كش

يروي الحاج أبو سلام (71عاما) من مدينة الديوانية، لوكالة [أكد نيوز] كيف ان العدو كما يصفه قد غار عليه وسرق قيلولته منه قائلا ” كنت قد اخذت قيلولة في النهار بعد صباح متعب بالنسبة لجسدي الذابل الذي أنهكه النهار بطوله، فاذا بطنين ذبابة تحوم فوق راسي وتقتحم قيلولتي وكأنها تحاول ان تسرقها مني لتؤرق نومي، فأبعدتها عني كش (لوح لها بيده) فلم ينفع معها فجربت السلاح الاخر نش (صرخ بها) فلم يجدي نفعا هو الاخر”.

images (1)

بف باف

ويتابع الحاج ” فقمت من فراشي وتناوشت بيدي لاسعة الذباب البلاستيكية وحاولت ان اصيبها لكنني لم افلح وهي الأخرى قد أصرت على تواجدها في فضاء غرفتي فقلت لا رادع مع هذا العدو غير ان اخرج ما بجعبتي من سلاح فتاك الـ( بف باف) قاتل حشرات لكي اقضي عليها، فلم ارها او اسمع لها طنينا بعد ان وجهت السلاح نحوها ورميتها برذاذ منه، فعندها لم اسمع لها طنين ام رنين ارتحت ورجعت اكمل قيلولتي”.

الصورة من كوكلالصورة من كوكل

الاستعانة بسرب حربي

 أبو سلام ضن انه قد تخلص منها تماما لكنه تفاجا فقال ” بعد برهة من الزمن وإذا بصوت طنين يقترب ويقترب… وبدا صوت الطنين يزداد كلما اقترب فنهضت من فراشي فاذا بزمرة ذباب قد هجمت عليَ ربما انتقاما لرفيقتهن فصرخت قائلا اين الحكومة من هذا نحن نسكن وسط المدينة والذباب منتشر بهذه الكثرة ولا ينفع معه أي مبيد او قاتل للحشرات”.

الحكومة التي لا تكافح داعش اكيد غير قادرة على ” الذباب”

اما الحاجة ام علي ذات الـ(50 عاما) ربت بيت تتهكم على الجهات المعنية قائلة ان” الحكومة التي لم تستطع ان تقضي على داعش والفساد او على أي شيء تافه قد اضر بالعراقيين فأكيد انها غير قادرة ان تقضي على زمر الذباب المنتشرة ليست في الازقة والشوارع فحسب ولكنها منتشرة في المنازل بل في الغرف وصالات الجلوس الخاصة”.

فساد السياسيين جعل الذباب يشن الحرب 

ام علي تتكلم بألم قائلة انه” ماذا تركوا السياسيون من مصائب وحروب واوبئة لم يجلبوها للعراقيين فحتى الحشرات لا تنفك عن محاربتنا بسبب فسادهم وسرقتهم لثروات العراق وها هو الذباب قد هجم على منازلنا وارق حياتنا وازعج أطفالنا وبات يهددهم بالمرض بسببهم”.

البيئة الملائمة ساعدت على الانتشار

مديرية بيئة الديوانية كان لها تعقيب بهذا الخصوص قائلة على لسان مديرها حيدر الناشي ان ” اساب انتشار الذباب في الآونة الأخير بكثافة لم يسبق لها نظير وذلك بسبب النفايات الموجودة على مساحات واسعة وسط المدينة والتأخر في رفعها مما يؤدي إلى توفير بيئة ملائمة ويساعد على انتشارها”.

وأشار الى ان “عدة أطراف رسمية تتحمل مسؤولية ذلك منها البلدية وسياستها في طريقة ووقت رفع النفايات وأماكن تجميعها ولا يوجد وقت محدد لرفعها وكذلك الوقاية الصحية وموضوع المكافحة الدورية للحشرات”.

وأضاف مدير بيئة الديوانية ان ” مديرتنا لديها متابعات بخصوص الجهات المسؤولة عن هذه الظاهرة وقمنا بتوجيه خطابات رسمية لها وهي من جانبها تتعذر بالإمكانيات المادية “، لافتا الى ان ” مديرية البلدية لا تمتلك أي خطة لمعالجة تأخر رفع النفايات من وسط المدينة وهذه هي المشكلة الرئيسية لانتشار الذباب وقمنا برفع دعاوى قضائية ضد الجهات المسؤولة “.

مسؤول الصحة العامة في دائرة صحة الديوانية دكتور مكي بريبر بين لوكالة [أكد نيوز] ان ” الحشرات بصورة عامة لا تتكاثر الا بوجود بيئات مناسبة لها وتساعد على تكاثرها كالنفايات فهي البيئة المناسبة لتكاثرها وغذائها في نفس الوقت”.

الحرب مستمرة لا محال

ويلفت بريبر الى ان ” الشهر الماضي شهد كثافة في انتشار الذباب  وسيقل خلال هذا الشهر بسبب برودة الجو  لكنه سيعاود تكاثره ربما بأكثر اعداد من هذه التي نشهدها الان في شهري الثاني والثالث من العام المقبل “.

حلول غير جذرية

بريبر تطرق الى معالجه هذه الظاهر قائلا انه ” توجد عدة طرق لمعالجته قامت بها دائرة صحة الديوانية منها رش المبيدات لمكافحة البالغات منهن او اليرقات في أماكن النفايات والطمر الصحي ونوزع بعض المبيدات على أصحاب المحال الغذائية والمطاعم وغيرها، لكن كل هذه الحلول هي غير جذرية الحل الأمثل لها والتخلص منها هو رفع النفايات من وسط المدينة”.

500 طن للنفايات ترفع من وسط المدينة

من جهته مدير بلدية الديوانية عصام فرحان أوضح لـ[ أكد نيوز] قائلا ان ” بلدية الديوانية ترفع يوميا كميات كبيرة من النفايات من وسط المدينة تقدر بـ(500طن) يوميا وعملنا مستمر في رفعها ومقسم الى ثلاث وجبات صباحية ومسائية وليلية “.

فرحان يضيف ان ” ظاهرة انتشار الذباب في المدينة لها عدة عوامل منها عدم وجود مكافحة مستمر للحشرات بشكل دوري ومستمر وان النفايات ليست السبب الوحيد او الرئيسي لتواجدها فهي موجودة أيضا في الأماكن الريفية التي لا توجد فيها نفايات أصلا”.

شركة لبنانية تقدم عرض للتخلص من الظاهرة

وأشار فرحان الى ان ” شركة لبانية قدمت عرض خاص لمكافحة الحشرات قبل ستة أشهر للمحافظة وهذه الشركة تعتبر من الشركات العالمية وهي تكافح الحشرات في اغلب مدن دول العالم لكن لا يحق لنا التعاقد معها كوننا لسنا الجهة المعنية بل دائرة الصحة هي المعنية بأبرام العقد معها “.

عامل البلدية يقبض ” 8000″ فقط لليوم

ولفت مدير بلدية الديوانية الى اننا ” لا ندعي الكمال في عملنا بل هنالك بعض العقبات تواجهنا والسبب يعود الى قلة التخصيصات المالية المخصصة لنا وفي بعض الاحيان تتأخر أجور عمال البلدية الى أربعين يوم رغم زهد الاجر الذي لا يتجاوز ثمانية الاف دينار لكل عامل عن اليوم الواحد”.

ويكمل ” لكن رغم كل هذه المعوقات نستخدم بدائل كثيرة لمعالجة هذه المشاكل منها استخدام جهد ثقيل برفع النفايات وكذلك اوجدنا أماكن لطمر النفايات خارج المدينة، واجزم لكم بانه يوميا يتم رفع 70-80 % من النفايات من مركز المحافظة رغم ضعف الموارد المالية لدينا وكذلك المعاناة من عدم الوعي في رمي النفايات لدى اغلب المواطنين في الأماكن والاوقات المحددة “./انتهى