نازحة عراقية

حيدر انذار

لازال عالق بذاكرتي ذلك المشهد من عالم الطفولة أيام العيد في بلدي حيث الحاج الخمسيني أبو محمد وهو يهز الارجوحة المصنوعة من جذوع النخيل وينشد تلك الانشودة الجميلة المعروفة ( واوي يا واي … يا أبو العتواوي …) ونحن نبتسم على انغام صوته الجهوري ونتنقل من لعبة الى أخرى..ولن انسى ابي والجيران عندما كنت اسلم عليهم صباح يوم العيد لكي يعطوني العيدية( أموال تعطى مصباح العيد للاطفال) والعوائل المنشغلة بتصنع حلوى العيد وغيرها من الذكريات الجميلة ….

لكن اليوم العيد غير ذلك العيد المملوء بالفرحة والبهجة والسرور حيث أصبح اليوم ارجوحة أطفالنا براميل الموت ! وعيديتهم التهجير والتشريد والعابهم البنادق والخنادق فهو اسوء عيد يمر على العرب فاكثر من ثلاثة ملايين نازح عراقي ومهجر داخل وخارج العراق وقرابة الخمسة ملايين لاجئ سوري وعشرات الملايين مهجرين ونازحين يرتعون تحت براميل الأسد التي تنزل عليهم من السماء والاجساد العفنة التي تنفلق عليهم في الأرض ولا انسى ما جرى في ليبيا المختار حيث القتال دائرة لكثر من عام ولا نتيجة إيجابية عائدة على المواطن الليبي الى القتل والكثير من سفك الدماء …اما الوجع اليمني فهو يدمي القلب ويحزن الروح على اصل العروبة حيث الدمار لحق جميع بلداتها ودمر انسابها ونسف عاداتها بجهل قادتها وغباء مليشياتها وغيرها من البلدان العربية التي تعيش اسوء مرحلة في تاريخها …

فباي وقت اتيت انت يا عيد… بقتل ودمار وتشريد..

ام بخيبة امل وتهجير .

لن اعيد ولن افرح بك هذه المرة ايها العيد ؟