أكد نيوز-بغداد- حيدر انذار

 مسك المكواة واوصله الى الكهرباء لكن ليس لكي ملابسه بل لمعاقبة زوجته وكيها في ساقها عقابا لها على امتناعها لرغبته الجنسية، ( م ، ع) ذات الخمسة والثلاثين عاما من سكنة العاصمة العراقية بغداد لم تتوقع ان مكواة الملابس الذي اشترته من سوق وسط العاصمة سيكوي ذات يوم جسدها بدل الملاب.

 وعن حادثة الكي تحدثنا المحامية والخبيرة في حقوق الانسان تأميم العزاوي لوكالة [أكد نيوز] قائلة انه ” في احدى الورش التدريبية وإعادة التأهيل لنساء معنفات في العاصمة بغداد روت لنا احدى النساء العراقيات التي تعرضت لعنف من نوع غريب وشديد”.

وتابعت انه” في يوم من الأيام رجع زوج (م، ع) من واجبه وهو منتسب في وزارة الداخلية فقامت زوجته كعادتها باستقباله وعمل الطعام له رغم انها كانت في ذلك اليوم متعبة جدا وفي حالة نفسية غير جيدة فاراد ان تنصاع له لفراش الزوجية فاعتذرت له واخبرته بانها في حالة نفسية لا تسمح لها بممارسة العلاقة الحميمة “.

 قيد زوجته وكواها

 وتكمل الخبيرة في حقوق الانسان ” فلم يعذرها الزوج وأصر على ان تنصاع لرغبة، وكلمة منه وأخرى منها عندها اشتاط الزوج غضبا وقام بتقييد زوجته الى السرير وراح يوصل مكواة الملابس الى الكهرباء حتى أصبحت ساخنة وقام بكيها في ساقها وتركها وهي تصرخ من الألم “.

 وتضيف العزاوي” لقد اتصلت الزوجة باهلها، واخذوها الى المستشفى وهي بهذه الحالة واخذت الزوجة التقرير الطبية وأرفقته مع دعوى طلب التفريق عن زوجها الى المحكمة “.

الصورة من كوكل

الصورة من كوكل

 المحكمة تعتبر الكي ” تأديبا ” للزوجة

 ولفتت المحامية العراقية الى انه” للأسف المحكمة لم تأخذ بالدعوى وردتها رغم التقرير الطبي المرفق مع الدعوى بل وإقرار الزوج بانه قام بكي زوجته بالمكواة الا ان المحكمة اعتبرت من حق الزوج ان يعاقب زوجته وان الحادثة من باب التأديب لها لعدم الانصياع لرغبات زوجها ولعدم كفاية الأدلة وان الحادثة لا ترقى الى مستوى الضرر، ولا اعلم هل الضرر هو ان يقوم الزوج برمي زوجته من أسطح المباني ويهشم عظامها؟ “.

 وطالبت ” يجب تجريم هذا الفعل ورفع الحماية الممنوحة للزوج بحجة التأديب، وان ينظر القضاء بعين موضوعية وعلى القاضي ان يجرد نفسه عند النطق بالحكم بانه رجل، ونطالب بالأسرع بإصدار قانون حماية المرأة والطفل وان تكون هنالك قضاة من النساء في جميع مفاصل القضاء ليس طعنا بالقاضي لكن هذا من حق المرأة أيضا “.

 وكانت جمعية نساء بغداد قد عقدت مؤتمرا في بغداد الأسبوع الماضي نوقش فيه قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات العراقية وغيرها من القوانيين التي تخص المرأة.

 العادات والتقاليد سبب تعنيف المرأة

من جانبها بينت الباحثة الاجتماعية في جمعية نساء بغداد صابرين خشان لـ( أكد نيوز) ان ” العادات والتقاليد والسلطة الذكورية والهيبة لهم في جميع مفاصل الحياة ويعتبرون المرأة كائنا ضعيفا واغلب الرجال يستهين بالمرأة وقدراتها ويؤكد بان مكانها البيت فقط”.

وتضيف انه ” بعض الرجال عندما يذكر المرأة في المجالس يقول ( تكرم ) وهي كلمة بالعرف العراقي تدل على الشيء الغير محبب والقذر او النجاسة”.

 المرأة تبرر عنف الرجل

 وتشير الباحثة الاجتماعية الى انه ” بالنسبة للمرأة وكيفية تجنبها للعنف هو اغلبه السكوت والخوف والانصياع لأوامر الزوج لعدم امكانيتها وقدراتها المحدودة واغلب النساء لديهن حالة التبرير بان الرجل فعل ذلك لأنه عصبي ومتعب من العمل فلا بد لنا ان نتحمله “.

الصورة من محرك البحث كوكل

الصورة من محرك البحث كوكل

 تأهيل المعنفات

 ولفتت الى انه ” يوجد مركز في جمعية نساء بغداد يقوم بإعادة وتأهيل النساء المعنفات عن طريق وجود باحثة اجتماعية متخصصة ومدربة، وبعد ذاك يتم دخول النساء المعنفات الى ورش توعية على كيفية اتخاذ القرار وتمكينهن اقتصاديا وكذلك توفير الحماية القانونية والتوكل عنهن بالمجان “./انتهى