الباحث في الشؤون الامنية والاستراتيجية هشام الهاشمي

الباحث في الشؤون الامنية والاستراتيجية هشام الهاشمي

حاوره – حيدر انذار

كثر الحديث عن وجود أسلحة كيمياوية بحوزة داعش، ولا تعرف ما هي الية تجنيدها لعناصرها، وما السر وراء الاخراج (الهوليودي) في أفلام الفيديو لعمليات الذبح والقتل التي تقوم بها عناصر التنظيم، وهل البغدادي شخصية ” دكتاتورية” في اتخاذ القرارات ام يستعين بالشورى مع قياداته في الخط الأول، سنغوص معا في أعماق داعش لمعرفة بعض التفاصيل من خلال الحوار الذي أجرته وكالة [أكـد نيوز] مع الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، هشام الهاشمي.

أكد: هل يوجد لداعش عالم خفي لم يتطرق له الاعلام؟

الهاشمي: هناك كثير من الملفات التي لا تزال غيبا بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الدولية والمحلية، ومن أهمها ملف الاستثمار وشبكات التجنيد وشبكات نقل البريد الخاص، هذه الملفات لم يتم الوقوف عليها من خلال الاختراق او من خلال الاعترافات بل حتى من خلال المذكرات والشخصية والمراجعات الفكرية لقيادات هذه الجماعات!!

أكد: على من يعتمد أبو بكر البغدادي في تنفيذ الخطط على القياديات العراقية ام العربية في التنظيم؟

الهاشمي: البغدادي منذ نهاية ٢٠١٠ بدأ بـ”عرقنة” التنظيم واستطاع في نيسان ٢٠١٣ أن يحقق ذلك فاصبح مجلس الإمارة والشورى والمجلس العسكري والأمن والمالية والإدارية ومنسق الولايات وملفات الدواوين كلها بيد العراقيين ويساعدهم الآخرين، وملف الإعلام والتجنيد والهيئات الشرعية بيد العرب والأجانب، لكن البغدادي يعتمد كثيرا على نوابه العراقيين ومجلس الإمارة حصراً.

أكد: كيف تقرا شخصية البغدادي؟

الهاشمي: ليس بالدكتاتور وهو كثير الشورى بسبب قلة خبرته، ومعظم صلاحياته بيد نوابه في العراق وسورية وليبيا ومصر، وهو يتدخل فقط في النوازل والقضايا التي تعم بها البلوى، ولا يشارك في المعارك بنفسه، وهو من يولي ولاة الولايات وقادة المجالس العسكرية والأمنية ويتابع بملف الأعلام والهيئات الشرعية والقضاء بشكل مباشر.

أكد: لماذا التركيز من قبل داعش على ” ساجدة الريشاوي” مع وجود قيادات أخرى للتنظيم محتجزه؟

الهاشمي: ساجدة الريشاوي، بالنسبة للتنظيمات الجهادية سواء كانت القاعدة أو داعش تعني لهم الكثير كونها من عائلة جهادية ومعظم اخوانها قاموا بعمليات انتحارية وزوجها شارك بعمليات فنادق عمان، وهي تعتبر أول عملية انتحارية في تاريخ قاعدة العراق، وأيضا هي عهد ونذر الزرقاوي على نفسه بتحريرها، ومن يحررها سوف يكسب أنصار الزرقاوي وعديدهم يُضاهي عديد أنصار بن لادن، داعش سعت لتحقيق كل ذلك من خلال تحريرها!!

 

أكد: هل داعش تمتلك مواد كيمياوية والتحالف الدولي لم يعلن عنها؟

الهاشمي: سيطرت داعش على صلاح الدين في حزيران٢٠١٤ مكّنها من الدخول لمنشأة المثنى التي تم تدميرها وأفراغها بشكل كامل من المعدات الصناعية والمواد الأساسية التي تدخل في صناعة السلاح الكيمياوي أو الجرثومي، حسب تقارير الفرق المختصّة، وبالتالي أي محاولة إعلامية لصناعة خبر مثير بهذا الشأن تعتبر غير مهنية.

في ٢٩ كانون الثاني ٢٠١٥ حاول مجموعة مختصة من داعش استخراج بعض النفايات الكيمياوية والسمية التي تم طمرها بعناية مختصين من فرق التفتيش الخاصة بالامم المتحدة في تكريت بالقرب من القصور الرئاسية المقابلة لناحية العلم، لكن البنايات الكونكريتية والخراسانية جعلت داعش عاجزة من استخراجها رغم كل المتفجرات التي استعملوها لهدم تلك الغرف!

طموح القاعدة في العراق منذ عام ٢٠٠٤ أن تمتلك أسلحة لها ضرر واسع وخاصة الكيمياوية، والزرقاوي أهتم بهذا الملف وكلف به أبو محمد اللبناني والمهندس عمار العاني ومن ثم تم بناء وحدات خاصة لتطوير في مزارع الطارمية والبورگيبة ولكن كل تجارب التطوير بآت بالفشل والسبب صعوبة الحصول على المواد الأساسية التصنيعية وكذلك صعوبة إيجاد البديل المحلي الفاعل وأيضا عدم إمكانية تنظيم قوة الانفجار مع احتراق وانصهار المواد الكيمياوية أو السمية… وهذه العقبات كانت حاضر في كل وقت وحتى مع غاز الكلور فشلت كل تجاربهم في استعماله بعمليات إرهابية في الضلوعية وابي غريب والصقلاوية وثبت فشله وضعف درجة تأثيره كونه ليس بقاتل إلا من تعرض له في غرف مغلقة وبشكل مباشر وممن يعاني من أمراض الجهاز التنفسي، وكونه ثقيل وصعب الانتشار!!

القوات الأمريكية هاجمت بعض تلك المصانع للتطوير في عام ٢٠٠٨ وقتلت أبو غزوان الحيالي الذي كان مسؤولا عن متابعة وحماية المهندسين والمختصين في الطارمية ولكنها لم تجد في تلك الوحدات التطويرية معدات جاهزة للإنتاج ولا مواد أولية مهمة.

حاليا ملف التطوير في داعش يديره مهندس فيزياوي مصري حاصل على شهادة الماجستير من القاهرة، ويعتقد أنه يتواجد في المناطق الزراعية في جنوب بغداد، ويساعده في هذا الملف المهندس العراقي محمود السبعاوي أبو مالك الذي قتل في جنوب الموصل من قبل سلاح الجو للتحالف الدولي…

أكد: باي طريقة تحصل داعش على الدعم اللوجستي ” السلاح والمال والعدد”؟

الهاشمي: منذ نيسان ٢٠١٣ داعش اعتمدت على التمويل الذاتي من خلال سيطرتها على نفط وغاز شرق وشمال سورية وبالإضافة الى تهريب الاثار ومخازن المواد الصناعية والإنشائية ومخازن الحبوب وموجودات الدوائر الحكومية بالإضافة الى ترسانة اسلحة كبيرة بلغت ذروتها في اب ٢٠١٤ حيث اصبحت ما يعادل ٣ مليار دولار وتكفي لتجهيز ٧ فرق عسكرية، معظمها من غنائم نينوى ومخازن الصينية والغزلاني في العراق ومطار الطبقة وفرقة١٧ في سورية.

أكد: هل داعش استطاعت ان تحرج استخبارات المنطقة العربية والأمريكية من خلال خطف الرهائن وعدم معرفة اماكنهم؟

الهاشمي: وهذا أكبر مقصود حققته داعش من ملف الرهائن والمختطفين وهو أحراج المخابرات الدولية ومصادرها الميدانية وعجزها عن الاختراق العميق لداعش.

أكد: تحرص داعش في كل عمليات الذبح والقتل للرهائن المسجلة فيدويا ان تخرجها بدقة واتقان فني عالي ماذا تريد ان توصل من رسالة؟

الهاشمي: تستهدف داعش في إعلامها “الهوليودي” شريحة الانصار والجهاديين لتشف صدورهم وترفع معنوياتهم وحماستهم وتلملم جراحاتهم بعد الهزائم ولتجذب الأضواء لها مرة بعد مرة، وايضا تحاكي الدلالات النفسية وارهاب العدو وكل من يحمل السلاح بالضد منهم!

أكد: ماذا يدل الهجوم الاخير على كركوك للتنظيم بعناصر كردية؟

الهاشمي: الهجمات الإرهابية في كركوك وبجانب تصاعد عمليات داعش في مناطق متعددة من شرق نينوى، كلها قام بها عناصر كردية من داعش ومن أصول تنظيمية ترجع لأنصار الإسلام الكردية!! هجوم كركوك خطط له في الحويجة وقرى الدبس، كردستان لم ترى كل ما عند داعش ولولا طيران التحالف الدولي لكانت كركوك على خطى كوباني، على حكومة كردستان أن تسلح عشائر عربية موثوق بها وحليفة لهم لحماية أطراف كركوك العربية، وعليها فتح أبواب خلفية من التعاون مع الحشد الشعبي من التركمان الشيعة!

أكد: هل قتل الطيار الأردني رسالة للدول العربية بالانسحاب من التحالف الدولي؟

الهاشمي: انسحاب الامارات من التحالف الدولي كان قبل اعلان مقتل الطيار الاردني لكن الاعلان عن ذلك صار بعد عرض فديو حرق الطيار، ومع هذا فأن عملية الحرق كانت تحمل بطياتها ردع استمرار الأخرين من المشاركة أو الاستمرار في التحالف الدولي./ انتهى H.I

المصدر: وكالة أكد نيوز للأنباء العراقية