المشاركون بالمخيم الشبابي في شقلاوة ..برنامج كلنا مواطنون ..في صورة جماعية مع قائممقام شقلاوة في اربيل شمال العراق

المشاركون بالمخيم الشبابي في شقلاوة ..برنامج كلنا مواطنون ..في صورة جماعية مع قائممقام شقلاوة في اربيل شمال العراق

حيدر انذار

ربما لم تخلف داعش خلفها الا الدمار والقتل والوحشية والتهجير للعراقيين … الا انها أيضا لفتت الأنظار وشحبت العقول الى أمر مهم جدا من حيث لا تعلم وأظهرته الى سطح التركيبة الاجتماعية العراقية ألا وهو التهديد للتنوع العراقي من حيث العرق والدين والقومية …

 فجذبت أنظار بعض المنظمات العالمية والإقليمية المهتمة بحقوق الانسان والتعايش السلمي بين مكونات المجتمعات العالمية. ففي العراق انطلقت الكثير من البرامج التي تدعو الى التعايش السلمي بين مكونات المجتمع وعلى الرغم من اختراقها من بعض الأيدولوجيات السياسية والطائفية إلا أنها لا تخلو من بعض الايجابيات ومن ضمنها برنامج “كلنا مواطنون” الذي أخذ على عاتقه لملمة هذه المكونات بعد ان بعثرتها داعش بالة  قتلها الوحشية …وكان له “مخيم شبابي في شقلاوة …برنامج كلنا مواطنون ” الأسبوع الماضي وكنت أحد أعضاء المخيم وقد جمعني بأغلب مكونات المجتمع العراقي في محافظة أربيل شمال العراق فقد سكنت مع اليزيدي والمسيحي والكردي والتركماني والبهائي والكاكائي والمسلم السني والشيعي ..وتناولت الطعام معهم وجمعنا مكان واحد لفترة ثمانية أيام وتعايشنا ولم نجد شيئا غريبا في الأمر أو تخاصمنا خلال هذه الفترة على العكس بل زاد تعلقي بهم وأغرقت عيناي لمفارقتهم وبدأت أشتاق اليهم بعد انتهاء المخيم ولابتساماتهم الانسانية ..على عكس ما يصوره لنا الطائفيون والمتعصبون  فوجدت السني مهجر من محافظته ويعيش مرارة الذل في بقعة غير بيته على أرض بلده والمسيحي نازح من بلدته بالقوة بعد أن قتل أفراد عائلته أو أقاربه واليزيدي قد نكب بإبادة تكاد تكون جماعية لهم وبيعت نسائهم في سوق النخاسة في الموصل وسوريا ضمن حدود دولة العفاطة الحديثة التي شوهت صورة الإسلام الناصعة بانتسابها له ..فوجدت إنسانية بعد ان ضاعت بسبب السياسيين والسياسات الخاطئة وماكنة الاعلام الحزبية المشوهة للحقيقة في هذا المخيم , فداعش بتهجيرها للعراقيين علمتنا دروس بل اهم الدروس الا وهي علينا ان نتقبل الاخرين وان كانوا مختلفين معنا في الفكر او العقيدة او القومية… وعلينا ان نتعايش سوية ولنلتقي بإنسانيتنا قبل انتماءاتنا .