الدكتورة هدى عبد الحمن
الدكتورة هدى عبد الحمن

بقلم هدى عبد الرحمن الجاسم

لقد تغيبت أمي عن الدنيا

ولكن ذكراها عالقا بداخلي

وأشتياقي لها كبير …وحاجتي لها أكبر

قلمي هذه المرة قد خانني لأكتب

لأني لا اعرف كيف اكتب ومن أين أبدأ

فهي بحر عميق بمكنونه ..صعب الغوص به

هي …….شمس دربنا …ودفئنا ومخزون اسرارنا وبوحنا

امسكت بقلمي وحاولت ان أسطر به ما يجول في خاطري وما اشعر به من احاسيس تجاه امي فعجز القلم عن وصف شلال المشاعر المتدفق ووقف ساكنا لا يستطيع التعبير

فمهما وصفت فيها او عبرت عن مشاعري فلن اوافيها حقها فهي رحمة الله عليها كانت السلوى والنفس والحس بهذه الدنيا

لساني ينطقها ديما بدون شعور او أحساس …كانت

 كالبستان الذي استظل بأشجاره وآكل من ثماره وهي نبع الماء المصفى الذي ارتوى منه حين يحيط بي جفاف المشاعر من كل المحيطين بي فهي نبع لا يجف ولا ينضب

وهي الشمس التي تنير دربي فتوجهني للصواب وتصحح مساري في دروب الحياة وهي كالبلسم لجروحي وقد تداوني وهي تتألم ولا تجد من يخفف عنها آلامها

فعطائها لانهاية له منذ ان حملتني بين ذراعيها حتى يومنا هذا وهي تعطى ولا تنتظر المقابل

كمن يزرع ارض ويراعيها ولا ينتظر حصادها فأسال الله ان يجازيها خير الجزاء على ما قدمته الينا ويجعل مثواها الجنة هي ومن معها من الامهات

وإذا بحثنا عن مكانة الام في الاسلام فنجد ان الله أكرمها بان جعل الجنة تحت اقدامها فمن اراد ان يدخل الجنة فليلزم تحت قدمي امه فهناك سيجد جنة الدنيا والاخرة

ويكفي ان الانسان الذي تموت امه ينادى ملك فيقول اعمل يا ابن آدم فقد ماتت من كنت تكرم من اجلها

ويكفي ان دعوة الام تخترق السماوات السبع فهنيئا لمن كانت امه تدعى له وهي راضية عنه

ونجد ان اول من تدخل الجنة يوم القيامة هي ام مات زوجها وبقيت بعدها تربى ايتامها

وايضا الام التي يموت ابنها يبنى لها قصر في الجنة جزاء على صبرها لمعرفة الله عز وجل بمدى المها على فراق وليدها

وهناك نماذج لامهات يفخر بهم الدين والاسلام كام الامام الشافعي والخنساء وغيرهن كثير….

فليس أكمل الأمهات تلك الأم التي امتلأت في عقلها بصنوف من العلوم والمعارف النظرية أو التجريبية في حين أن القلب خواء مما ينفع بيتها أو يفيده، إن مثل هذه الأم تحل بما تعلمت مشاكل وتخلق مشاكل أخرى، لا ليس نضح الأم كمثل هذا، إنما الأم هي تلك المصونة العفيفة، التي أضاءت قلبها بنور الإيمان والطاعة، والاتباع للكتاب والسنة، والتي هي لبعلها وولدها كالإلهام والقوة في إدخال السرور، والنقص من الآلام

وفى الختام ادعو الله ان يرحم أمي ويحفظ أمهاتنا الاحياء من كل سوء وان يجعلهن امهات صالحات قانتات حافظات للغيب وللمسئولية التي القاها الله على عاتقنا

وان يحفظ لكلا منكم امه ويبارك فيها ويعينكم ويرزقكم رضاهن عنكم.