جندي عراقي في ساحة القتال
جندي عراقي في ساحة القتال


[الديوانية- اين ] تقرير :حيدر انذار

استبسل الجندي في الجيش العراقي, رائد حمزة الزاملي [35 سنة] في معركة مباشرة مع تنظيم “داعش” استمرت ليوم كامل دون توقف حتى أصيب فيها، بمنطقة الفلاحات التابعة لمحافظة الأنبار غرب العاصمة بغداد، وأصر على الاستمرار في المعركة رغم الاصابة لساعات وهو ينزف.

ويروي الزاملي حادثة إصابته لوكالة كل العراق [اين] في الديوانية فيقول “كانت الأيام السابقة قبل يوم الجمعة الماضي  [24  نشرين الاول] أياماً إعتيادية كباقي الأيام، فقط  تعرض بسيط بقذائف الهاون والقناصة، الا أنه بعد دخول الجيش العراقي والحشد الشعبي الى منطقة جرف الصخر وتحريرها من داعش جعلهم يتحشدون باتجاهنا بعد أن هربوا من تلك المناطق ليفتحوا جبهة جديدة ليشغلوا الجيش فيها”.

قتـال مباشـر:
ويضيف الجندي العراقي  المصاب في الفرقة الثامنة جيش عراقي، اللواء 32 الفوج الثالث ان “تحشدهم وهجومهم على منطقة الفلاحات بمحافظة الرمادي أرادوا منه التغطية والتعويض على خسارتهم الكبيرة في جرف الصخر، الا انهم واجهوا ارادة صلبة وعزيمة لا تقهر لدى الجنود العراقيين، وابتدأت المعركة من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة عصراً، دون توقف وبقتال مباشر معهم بحيث أننا نراهم ويرونا بمسافة بيننا وبينهم لا تتجاوز الـ[200] متر”.

نيران كثيفة وتكبيرات داعش:

ويتابع الزاملي “استمر القتال واستبسل الجنود في التصدي وصد تعرض داعش على معسكرنا، حتى اقتربوا الى مسافة[100م] مع قرب موعد صلاة المغرب، ونراهم يضعون قبعات خضراء على رؤوسهم ويصرخون “الله اكبر” ظناً منهم أنهم سيخيفوننا ونستسلم لهم حتى أنهم استخدموا مكبرات الصوت بالتكبير ليبينوا أنهم على مسافة قريبة منا لكي يرعبونا, وبهذه الاثناء اصبحت النيران أكثر كثافة من قبلهم على معسكرنا بقاذفات الهاون [120] والاحاديات والاسلحة المتوسطة والخفيفة وبجميع الاسلحة الاخرى حتى أصبت أنا من شدة المعركة ونيرانها الكثيفة بشظايا بقدمي اليمنى ويدي اليسرى وأصيب معي [13 جنديا اخرين]، واستشهد ضابط برتبة نقيب ونائب ضابط، ونقل زملائي الى السواتر الخلفية لمعالجتهم بغية اسعافهم أولياَ، وطلب مني الضابط الانسحاب للمعالجة ولكنني رفضت ذلك كون المعركة ساخنة واذا ما مالت كفة العدو فأنهم سيقضون علينا جميعاً لكنه اصر على انسحابي من السواتر الأمامية  لمعالجتي”.

تأخر الاسناد الجوي:

ويشير الجندي العراقي رائد الزاملي الى أن “بعد النيران الكثيفة واصابة عدد من الجنود طلب أمر الفوج اسناداً جوياً الا أنه تأخر الى الساعة 12ظهراً، بعد بدء المعركة بثلاث ساعات وعند توفير الغطاء الجوي خفت حدة المعركة الكفة تميل لصالحنا”.

طائرات التحالف تحلق دون فائدة:

ويلفت الزاملي الى أن “طائرات التحالف الدولي تحلق طيلة فترة القتال الا أنها تأخذ حالة التفرج والمراقبة دون معالجة الأمر أو التدخل، وأننا لا نعتمد عليها في القتال أبداً، ونعتمد بالدرجة الأولى على مروحيات الجيش العراقي كونها تحلق على مستوى منخفض وتؤثر بالعدو تأثيراً مباشراً “.

أبو حالوب :

ويتحدث الجندي العراقي  في الفرقة الثامنة عن ضابط كلما قدم الى المعسكر ازداد الجنود حماسة  ويقول عنه “لدينا ضابط يشغل منصب “مقدم اللواء” في الفرقة يطلق عليه الجنود لقب “ابو حالوب” كلما سمعت الجنود باسمه أو بمقدمه الى المعسكر ازدادوا عزيمة وحماساً وشعروا بالأمان كونه لا يترك جندياً مجروحا في أرض المعركة ويستجيب لنداء الاستغاثة في أي مكان ويخرج مباشرة هو والآليات التي بأمرتهِ لفك حصار عن أي فوج أو سرية تطلب الاغاثة ولا يهمه الوقت سواء كان ليلاً أو نهارا وهذا زاد ثقة الجنود وتعلقهم به”.

رصاصة الرحمة:

ويقول رائد الجندي العراقي “بعد ما حدث للجنود العراقيين من مجازر في معسكر سبايكر والصقلاوي قرر جميع الجنود  في الفوج والسرية  أن لا يستسلم أي أحد منهم يقاتل حتى يستشهد أو ينتحر اذا اضطره الامر ويحتفظ  كل جندي على  طلقة واحدة نطلق عليها اسم  “رصاصة الرحمة” في حال تدهورت الأمور وصعب امدادنا في حال حوصرنا من قبل داعش، فقررنا جميعا أن نقتل أنفسنا بعد نفاذ الذخيرة ولا نستسلم لداعش أو نقع في قبضتهم”.

سأعود لمقاتلة داعش :

ويضيف قائلا: “رغم اصابتي واعطائي اجازة مرضية الا أنني مصر على العودة الى ساحات القتال بأسرع وقت كتفا الى كتف مع زملائي في الجيش العراقي لمحاربة تنظيم داعش الارهابي”. انتهى 23

المصدر: وكالة كل العراق [ اين ]