222

أكد نيوز – العراق – حيدر انذار

في منطقة نائية جنوبي محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) يعاني السفاح وأبنائه من نقص بالخدمات الصحية وتفشي الامراض الانتقالية والمزمنة وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، مما اضطرت امرأة ان تُبتر ساقها وأخرى تلد وسط الصحراء.

أم سلمان سبعينية مصابة بمرض السكري المزمن تشرح لوكالة [أكد نيوز] معانتها مع رحلة المرض قائلة إني ” أُعاني من مرض السكري المزمن وفي بعض الأحيان يرتفع نسبته الى أكثر من (520) وأنا في قرية السفاح النائية بعيدة عن مركز قضاء الحمزة الشرقي ويجب عليَ أن انتظر الى صباح اليوم التالي في أيام المطر كوننا لا نستطيع الذهاب ليلا فالطريق العام بعيدا جداً عن منزلي “.

وتكمل ” إضطررت في يوم بعد أن ارتفعت نسبة السكري لدي وأُصبت بالتهاب بأحد أصابع قدمي اليمنى الى أن أَبتر جزء من قدمي لاستأصل المرض من جذوره ولعدم إنتشاره في باقي جسمي، ولو كان مركزا صحيا قريبا من منزلي لما حدث لي ذلك الامر الذي اضطرني الى أن أتنازل عن جزء من جسدي”.

وليس ببعيد عن أم سلمان حسنة الخزاعية ابنة قرية السفاح بقضاء الحمزة الشرقي (30 كم جنوبي الديوانية) التي ولدت في الصحراء قبل أن تصل الى مركز القضاء حسب ما روى لنا شيخ عشيرة قرية السفاح موحان مطر أنه ” أعلموني بأن إحدى نساء قرية السفاح في حالة مخاض وستلد هذه الليلة وكان الجو ممطراً والسيارة لا تستطيع أن تسير على الطرقات بسبب ما خلفته الامطار فاضطررنا الى نقلها الى الشارع العام الذي يبعد عن بيتها أكثر من ثلاثة كيلو مترات بفراشها وفي منتصف الطريق بدأت تصرخ وانجبت”.

وأضاف ” بعد أن ولدت طفلها إتصلت بأحد أبنائي واضطررنا لإرجاعها الى البيت ونقلها بالستوتة (دراجة نارية) وفي الطريق إنقلبت الدراجة وكان الجو بارد وممطراً وسقط الطفل على الارض وباليوم التالي نقلنا الام وطفلها الى مستشفى النسائية والاطفال لكن للأسف توفي الطفل “.

وبين مطر أن ” القرية تعاني من إنتشار الامراض الانتقالية والامراض المزمنة وكثير من كبار السن الذين يعانون من شلل نصفي وأمراض المفاصل ولا يوجد فيها أي مركز صحي او ماء صالح للشرب أو أي خدمات اخرى “.

ولفت الى أن ” قرية السفاح يسكنها أكثر من 170 عائلة من أبناء عشرة الخزاعل وتقع في منطقة نائية ما بين قضاء الحمزة الشرقي وبادية الشافية”.

مسؤولة منظمة داري للإغاثة الإنسانية، جنان الشباني، أوضحت في حديث الى [أكد نيوز] أن ” موفدنا في منطقة الحمزة الشرقي بعث لنا ببرقية إغاثة إنسانية وصحية لمنطقة السفاح وأبلغنا بوجود حالات مرضية وإنسانية ووجود امراض انتقالية لدى أهالي القرية النائية “.

وأضافت الى أنه ” تم زيارة القرية قبل إطلاق الحملة والاطلاع على واقع تقديم الخدمات الصحية والإنسانية فيها فتبين أنها بحاجة ماسة الى رعاية صحية “.

وأشارت الى انه ” بعد الاطلاع على الواقع الصحي لها انطلق فريق الإغاثة الى قرية السفاح بكوادره الطبية والإنسانية وقدم خدماته الصحية من فحص مباشر وتقديم العلاج وتشخيص بعض الحالات المرضية والامراض الانتقالية والمزمنة على يد أطباء مختصين وتقديم العلاجات لهم مجانا”.

من جانبه كشف الطبيب عبد الرضا عن وجود امراض انتقالية بسبب سوء الخدمات التي تعاني منها القرية قائلا إنه ” رصدنا بعض الامراض الانتقالية كحبة بغداد والطفح الجلدي لدى بعض الأهالي منتشرة بين الكبار والصغار بالإضافة الى الامراض الموسمية بسبب عدم توفر المياه الصالحة للشرب وسء الخدمات الصحية”. /انتهى    

المصدر