فتى يرث ” التظاهرات” من تركة ابيه
أكد نيوز-الديوانية – حيدر انذار
نوبة قلبية غيبت ابيه عن الحياة وغيبت معها أحلام الشاب العراقي فادي فاضل سلطان (16 ربيعا) من محافظة الديوانية في حضن دافئ وسند يستند عليه، الا انه استفاق منها على صراخ وطن مزقته الحروب وفتكت به ماكنة الفساد فلم يرث من أبيه تجارة او أموال كما ورث “التظاهرات” من أبٍ كان لا يفارق مجلسه الحديث عنها والخروج في كل جمعة للمطالبة بالإصلاح.
ويروي لنا فادي رحلة إرثه في حديث الى وكالة (أكد نيوز) قائلا انه” كنت استمع الى ابي واصحابه في مجلسهم وسط الدار كل يوم او في اغلب الاحيان قبيل خروجهم بتظاهرات الجمعة وتعلمت منه كيف كان يخطط لها ويقودها “.
ابي هدّدهم بـ”البيض الفاسد”
ويتابع” لقد كان ابي يلاحق الفاسدين في المحافظة بكل مكان ويفضحهم حتى إني اذكر انه ذات مرة هددهم هو واصحابه من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بملاحقتهم بالبيض الفاسد أينما وجدوهم ومنعوهم ان يحضروا أي مناسبة اجتماعية في المدينة وفعلا حصل ذلك وأرعبهم”.
ويعد فاضل سلطان أحد قادة التظاهرات في مدينة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) وكان يجتمع الناشطين في بيته للتخطيط وتنظيم التظاهرات قبيل خروجها في كل جمعة.
ويلفت الشاب العراقي الى ان ” ابي علمنا كيف نحترم هذا الوطن ونحافظ على ممتلكاته ونطالب بحقوق المظلومين ونساعد الفقراء ان استطعنا وكان يوشحنا كل جمعة بعلم العراق في التظاهرات”.
صورة فاضل تُرعب الفاسدين
وأشار الى انني “أقول لابي وهو في قبره نم قريرا يا ابي فإننا على دربك سائرون ولإرثك الوطني مطبقون وها نحن نخرج في كل جمعة للمطالبة بالحقوق وتطبيق الإصلاحات المركزية والمحلية ولن نسكت او نجعل صوتك يخفت ففي كل تظاهرة قد رفعت لك صورة ارعبت فيها رؤوس الفساد في المحافظة وتذكرهم بأن فاضل سلطان لم يمت وإرثه باقي”.
وكان فاضل سلطان قد توفي بعد ان أصيب بنوبة قلبية فارق الحياة على أثرها في ٣ديسمبر الحالي.
أضف تعليقاً