حيدر انذار

سأبدأ من حيث معاناة كل شخص يعمل وبحاجة ماسة الى الانترنيت كيف يعاني يوميا من ضعف شبكة الانترنيت في العراق، فلازلت أتصور في الأعوام الأولى لدخول شبكة الانترنيت في العراق كيف كنا نتجمع في منزل احد الأصدقاء الذين لديه اشتراك انترنيت شهري، وكيف كنا نعاني من ضعف الشبكة وتقطعها بالعراقي يعني ( يعلكَ)، وكل ما اتصلنا بمزود الخدمة كان يقول لنا الخل من بغداد ، يعني يقصد من الشبكة الرئيسية يوجد خلل لكي لا نلح عليه ونحن نصدق ما يقوله كوننا لا نعلم ولا نفقه شيآ حينها.

في أحد المرات كنت اريد ان ارفع تقريرا صحفيا لاحد وكالات الانباء مرفق معه فيديو، عانيت كثيرا جدا وصل الامر بي ان اعيد تكرار رفعه أكثر من 9 مرات لضعف شبكة الانترنيت، فقررت ان اعمل تحقيقا صحافيا حول الموضوع، وحملت معداتي وحددت الجهات التي اجري معها اللقاء، فكان اول شخص هو المستهلك فأخذت نموذجين منها وكيف كانا يعانيان، ثم التقيت باحد موردي خدمة الانترنيت في محافظة الديوانية، فقال لي ان ” الانترنيت في العراق دون رقابة ولا احد يستطيع ان يفرض على الشبكات الرئيسية أي قرارات تجبرها على تحسين خدماتها، وكان هذا التصريح منه غريبا بعض الشي كونه صاحب مكتب لخدمات الانترنيت فقلت له لماذا؟ فقال ببساطة جهات سياسية تسيطر على الشركات الموردة لخدمات الانترنيت وتقبض منها مقابل السكوت عنها، وهذا الامر بات مستساغ في العراق فحتى المقابر قد سيطرت عليها الأحزاب بفسادها وميلشياتها فكيف بشركات الاتصالات والانترنيت.

خلال إفتتاح وزارة الاتصالات لمشروع الكابل الضوئي في محافظة البصرة/ من النت

انا شخصا اصبت بخيبة امل من جميع المشاريع وخصوصا تلك ذات الطابع الحيوي كالاتصالات وخدمات الانترنيت في العراق، فقبل فترة أعلن عن اكمال مشروع الكابل الضوئي لتوصيل خدمات انترنيت ذات حزمة عالية للمستهلك العراقي، وبأسعار تنافسية حسب ما أعلن، لكني لا احكم على فشله او نجاحه الا بعد إعطاء المشروع الوقت الكافي من التجربة ولنرى هل سنعيش انتعاش في خدمات الانترنيت وسيقضي الكابل الضوئي على “انترنيت السلحفاة” من خلال خدماته، ننتظر ونرى سويا؟